موقف الشيعة اإلمامية من القرآن الكريم والسنة النبوية

Transcription

1 موقف الشيعة اإلمامية من القرآن الكريم والسنة النبوية الدكتور : محمد حسن رباح بخيت أستاذ العقيدة المشارك بكلية أصول الدين الجامعة اإلسالمية - غزة ملخص الدراسة: يبين هذا البحث حقيقة الشيعة اإلمامية من حيث نشأتها وتأثرها باألفكار الفارسية واستغالل اليهودي عبد هللا بن سبأ لتحقيق أطماعه في النيل من اإلسالم والمسلمين الذين قضوا على علو اليهود وفسادهم. إن الشيعة اإلمامية تعتقد بتحريف القرآن الكريم الذي تكفل هللا بحفظه لتحقيق أهدافهم المشبوهة ومعتقداتهم الباطلة وهذا صرح به كبار علمائهم ومفكريهم بصورة واضحة كما أنهم رفضوا ما ورد من أحاديث نبوية وردت في أصح كتابين عند أهل السنة وهما صحيحا البخاري ومسلم واعتمدوا على كتبهم كالكافي وغيره وهي تروي في غالبها عن أئمتهم وليس عن الرسول. Abstract

2 This research shows the fact that the Shia Imami, in terms of its inception and ideas influenced Persian, and the exploitation of the Jewish Abdullah ibn Saba 'to achieve the ambitions of the insulting of Islam and Muslims, who spent the altitude and the corruption of the Jews. The Shia Imami think twisting the Koran which ensure that Allah saved to achieve their goals suspicious, and beliefs false, and this was announced by senior scholars and thinkers clearly, as they rejected the reported sayings of the Prophet received the healthiest two books when the Sunnis and the two Sahhristi Bukhari and Muslim, and relied on their books Kalkavi and others it tells the mostly for imams and not for the Prophet.

3 بسم هللا الرحمن الرحيم المقدمة الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: يتحدث هذا البحث عن عقيدة الشيعة اإلمامية في مصادر اإلسالم األساسية والتي تقوم عليها العقيدة والشريعة إنهما القرآن الكريم والسنة النبوية منهاج هذه األمة اإلسالمية وطريق هدايتها لقوله تعالى: ف إ م ا ي أ ت ي ن ك م م ن ي ه د ى ف م ن ات ب ع ه د اي ف ال ي ض ل و ل ي ش ق ى )طه: 321(. فأبى الشيعة إ ل الضالل والشقاوة فأعرضوا عن القرآن الكريم والسنة النبوية مدعين أن القرآن الكريم قد حذف منه آيات تتعلق بو لية علي وغير ذلك من الكذب وا لفتراء وتناسى القوم أن هللا تكفل بحفظ القرآن الكريم عندما قال: إ ن ا ن ح ن ن ز ل ن ا الذ ك ر و إ ن ا ل ه ل ح اف ظ ون )الحجر: 9 (. كما أنكروا سنة النبي رافضين روايات الصحابة رضوان هللا عليهم جميعا العدول الثقات مطلقين عنان السب والشتم في حقهم ومعلنين عدم عدالتهم ومسلطين ألسنتهم على أصح كتابين عند أهل السنة صحيحي البخاري ومسلم. سبب اختيار الموضوع وأهميته: 3 سعي الشيعة اإلمامية لنشر مذاهبهم وأفكارهم الهدامة بين أهل السنة. 2 تأثر بعض الشباب بأفكارهم والدفاع عنها. 1 كثرة الفضائيات الشيعية التي تبث سمومهم وأفكارهم. منهج البحث: اعتمدت في هذا البحث على المنهج الوصفي لكونه أفضل المناهج في هذه البحوث واألكثر أهمية وموضوعية. خطة البحث: أما خطة البحث فقد اشتملت على مقدمة وثالثة مباحث وخاتمة. المبحث األول: الشيعة اإلمامية. المطلب األول: التسمية والنشأة. المطلب الثاني: األسماء التي تطلق على اإلمامية. المطلب الثالث: منزلة اإلمام عند الشيعة اإلمامية. المبحث الثاني: موقف الشيعة اإلمامية من القرآن الكريم. المطلب األول: زعمهم تحريف القرآن الكريم. المطلب الثاني: موقفهم من القراءات القرآنية. المطلب الثالث: اختصاص األئمة بمعرفة القرآن الكريم وعلومه. المبحث الثالث: موقف الشيعة اإلمامية من السنة النبوية. المطلب األول: مصادر السنة عند الشيعة اإلمامية. المطلب الثاني: موقف الشيعة اإلمامية من مصادر أهل السنة. الخاتمة: وفيها أهم النتائج والتوصيات. المبحث األول:الشيعة اإلمامية. المطلب األول:التسمية والنشأة. أوال : الشيعة لغة واصطالحا :

4 الشيعة لغة : ورد في القاموس المحيط شيعة الرجل أتباعه وأنصاره ويقع على الواحد وا لثنين والجمع )1( والمذكر والمؤنث وقد غلب هذا ا لسم على كل من يتولى عليا وأهل بيته حتى صار اسما خاصا لهم. وأما في مختار الصحاح فورد " شيعة الرجل أتباعه وأنصاره وتشيع الرجل اد عى الشيعة )2( وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم ش ي ع ". يتضح مما سبق أن لفظ الشيعة يقع على األنصار واألتباع. الشيعة اصطالحا : قال اإلمام أبو الحسن األشعري:" وإنما قيل لهم الشيعة ألنهم شايعوا عليا رضوان هللا عليه )3( ويقدمونه على سائر أصحاب رسول هللا ". وأما اإلمام الشهرستاني فعرفهم بقوله:"هم الذين شايعوا عليا عليه السالم على الخصوص فقالوا بإمامته وخالفته نصا ووصية إما جليا وإما خفيا واعتقدوا أن اإلمامة ل تخرج من أو لده وإن خرجت )4( فبظلم من غيره أو بتقية من عنده ". من خالل النظر في أقوال وآراء العلماء حول معنى الشيعة أو التشيع يتبين أنها تطلق على من شايع اإلمام علي وقدمه في اإلمامة على غيره من أصحاب رسول هللا. ثانيا : اإلمامية لغة واصطالحا : اإلمامة لغة: التقدم أم القو م تقدمهم واإلمام من ائتم به الناس من رئيس وغيره هاديا كان أو ضا ل ويطلق )5( على الخليفة واإلمام في الصالة ". اإلمامية اصطالحا : عرفها الشهرستاني في الملل والنحل بقوله:" هم القائلون بإمامة علي بعد النبي )6( نصا ظاهرا ويقينا صادقا من غير تعريض بالوصف بل إشارة إليه بالعين ". وفي رأيهم "أن تعيين اإلمام أهم أمر من أمور الدين ألنه لرفع الخالف وتقرير الوفاق ويجب النص على )7( الموثوق به وأن عليا عين في مواضع تعريضا وفي مواضع تصريحا ". فاإلمامية هم القائلون بإمامة علي بالنص عليه دون تعريض إليه بالوصف بل زعموا أن الرسول أشار إليه بالعين. ثالثا : نشأة الشيعة : ترجع نشأة التشيع إلى ظهور أول خالف بين المسلمين بعد وفاة الرسول إذ ظهر اتجاه يقول بأحقية بني هاشم للخالفة ألنهم أقرب القرشيين للرسول قالوا بذلك دون قصد أو خطة مرسومة بل هو مجرد رأي لعدم وصول نص إلى مسامعهم. وفي المقابل نجد أن األنصار أرادوا عقد اإلمامة لسعد بن عبادة وقالوا منا أمير ومنكم أمير ولكن تدخل أبو بكر الصديق معلنا أن اإلمامة ل تكون إ ل في قريش واحتج عليهم بقول النبي " )8( اإلمامة في قريش" ثم بايعوا أبا بكر رضوان هللا عليه واجتمعوا على إمامته واتفقوا على خالفته. وقبل وفاة أبي بكر الصديق استشار أهل الحل والعقد في خالفة عمر بن الخطاب فأجمعوا عليه ولما توفى الصديق بايع المسلمون عمر بن الخطاب وأما عمر بن الخطاب فقد أناط مهمة الكليات )1( انظر: الفيروز أبادي القاموس المحيط بيروت دار الفكر ط األولى سنة 3191 ه سنة 3991 م 79/1 مادة شاع. )2( الرازي محمد بن أبي بكر مختار الصحاح بيروت دار الكتب العلمية ص 151 مادة شيع. )3( األشعري أبو الحسن علي مقا لت اإلسالميين القاهرة مكتبة النهضة المصرية ط الثانية سنة 3119 ه 3999 م. 95/3 )4( الشهرستاني محمد بن عبد الكريم الملل والنحل بيروت لبنان دار المعرفة ط سنة 3742 ه سنة 3912 م. 339/3 )5( انظر: الفيروز أبادي القاموس المحيط 99/7 مادة أمه. )6( الشهرستاني الملل والنحل 314/3 الرازي محمد بن أبي بكر اعتقادات فرق المسلمين والمشركين القاهرة مكتبة األزهرية ط 3191 ه 3991 م ص 91. )7( الرازي اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص 91 الهامش. )8( انظر: األشعري مقا لت اإلسالميين 73/3.

5 ا لختيار لستة من أهل الحل والعقد وهم اإلمام علي وعثمان والزبير بن العوام وطلحة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وكان ا لتفاق علىعثمان بن عفان. ولما استشهد عثمان بعد وقوع الفتنة التف المسلمون حول علي بن أبي طالب والتحق آخرون بمعاوية وانتهى األمر إلى التحكيم وكان نتيجة التحكيم الذي أفسده دعاة الفتنة ق سم المسلمين إلى ثالثة أقسام: قسم شايعوا اإلمام عليا وناصروه. وقسم بايع معاوية بن أبي سفيان. وقسم خرج عن الطرفين فسموا بالخوارج. وتعد الشيعة من أقدم الفرق اإلسالمية حيث ظهروا بمذهبهم السياسي في آخر عصر عثمان ونما وترعرع في عهد علي إذ إنه كلما اختلط بالناس ازدادوا إعجابا بمواهبه وقوة دينه وعلمه فاستغل دعاة فكرة التشيع هذا اإلعجاب وأخذوا ينشرون نحلتهم بين الناس. ولما جاء العصر األموي ووقعت المظالم على آل البيت واشتد نزول أذى األمويين بهم مما أدى إلى إثارة دفائن المحبة لهم والشفقة )9( عليهم ورأى الناس في علي وأو لده شهداء هذا الظلم فاتسع نطاق المذهب الشيعي وكثر أنصاره. لقد كان أخصب األماكن لنشأة الشيعة هو العراق ويرجع ذلك إلى مقام اإلمام علي في العراق حيث أقام فيه مدة خالفته فرأوا فيه ما أثار تقديرهم له إلى جانب أنهم لم يعلنوا الو لء لألمويين قط بسبب قسوة و لتهم. كما أن العراق يعد ملتقى الحضارات القديمة ففيه علوم الفرس والكلدان والفلسفة اليونانية وأفكار الهنود وقد امتزجت هذه األفكار واآلراء والمعتقدات فكان المنبت الذي نبتت فيه أكثر الفرق )10( اإلسالمية وخاصة الشيعة. ويمكن القول بأن بذرة ا لختالف وظهور التشيع يرجع أيضا إلى وجود فئة من المنافقين الذين أظهروا اإلسالم وأبطنوا الكفر ليقودوا جموع المنافقين لمحاربة اإلسالم والمسلمين من الداخل لعدم قدرتهم على ذلك عالنية وقد تزعم تلك الجموع عبد هللا بن سبأ اليهودي الذي "حاول أن يوجد نفس العوامل الشبيهة التي أدت إلى تحريف وتأويل التوراة واإلنجيل من قبل... فكان نشره لمبدأ الوصاية بمعنى أن عليا وصي محمد... من جملة هذه العوامل التي أراد أن تتحقق لذا نجده ينادي بعد ذلك بحلول جزء إلهي في )11( علي وذريته وهو المذهب الذي يرجع إلى المؤثرات اليهودية والمسيحية ". ولذلك ي الحظ أن أكثر المعتقدات التي آمنت بها الشيعة كالرجعة والو لية والبداء والوصاية ترجع إلى عبد هللا بن سبأ وأتباعه الذين نشروا الفتنة والفرقة بين المسلمين. لقد تدرج عبد هللا بن سبأ في نشر أفكاره ومفاسده بين المسلمين وكان موضوعها عليا بن أبي طالب حيث أخذ ينشر بين الناس:" أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيا وأن عليا وصي محمد وأنه خير األوصياء كما أن محمدا خير األنبياء ثم إن محمدا سيرجع إلى الحياة الدنيا ويقول : )12( عجبت لمن يقول برجعة المسيح و ل يقول برجعة محمد ثم تدرج بهذا فحكم بألوهية علي ". ثم ظهر بعد عبد هللا بن سبأ غالة من الشيعة رفعوا عليا عليه السالم إلى رتبة النبوة بل زعم بعضهم أن النبوة كانت له وأن جبريل أخطأ وذهب إلى محمد وهم فرقة الغرابية وسموا بذلك لقولهم بأن عليا يشبه النبي كما يشبه الغراب الغراب. انظر : أبو زهرة تاريخ الجدل ص 339. )9( انظر : أبو زهرة تاريخ المذاهب اإلسالمية دار الفكر العربي ص )10( الخطيب د. محمد أحمد الحركات الباطنية في العالم اإلسالمي عمان األردن مكتبة األقصى 3747 ه م ص 12. )11( أبو زهرة تاريخ المذاهب اإلسالمية. 19/3 )12(

6 بل إن كثيرا من غالة الشيعة رفعوا عليا إلى رتبة اإلله - تعالى هللا عما يقولون علوا كبيرا - ومنهم من زعم أن اإلله حل في األئمة على وبنيه وهو قول يوافق مذهب النصارى في حلول اإلله في )13( عيسى ومنهم من ذهب إلى أن كل روح إمام حلت فيه األلوهية تنتقل إلى اإلمام الذي يليه. ثالثا :أثر المعتقدات القديمة في فكر الشيعة اإلمامية: إن من أسباب ظهور الشيعة في العراق وجود الفلسفات القديمة وبقايا حضارات األمم السابقة ولكن هناك م ن يرى أن أصل المذهب الشيعي نزعة فارسية إذ إن العرب تدين بالحرية والفرس يدينون بالملك وبالوراثة في البيت المالك كما يقدسون الملك وأهل بيته و ل يعرفون معنى ا لنتخاب للخليفة وقد انتقل النبي إلى الرفيق األعلى ولم يترك ولدا فكان أولى الناس بعده في نظرهم هو ابن عمه علي بن أبي طالب ألن الفرس اعتادوا أن ينظروا إلى الملك نظرة تقديس فنظروا هذا النظر إلى علي وذريته وقالوا: إن طاعة اإلمام واجبة وطاعته طاعة هللا تعالى. ويرى آخرون أن الشيعة أخذت أفكارها ومعتقداتها من اليهودية أكثر مما أخذت من الفارسية )14( بدليل أن عبد هللا بن سبأ اليهودي أول من أظهر الدعوة إلى تقديس اإلمام علي. وممن يرى هذا الرأي اإلمام ابن حزم حيث قال بعد أن تحدث عن الشيعة ومعتقداتهم:" فصار هؤ لء في سبيل اليهود )15( القائلين: بأن إلياس عليه السالم وفنحاس بن العازار بن هارون عليه السالم أحياء إلى اليوم ". والحقيقة أن الشيعة قد تأثروا باألفكار الفارسية حول الملك والوراثة والتشابه بين مذهبهم ونظام الملك الفارسي متقارب ويؤكد هذا أن أهل فارس إلى اآلن أغلبهم من الشيعة وأن الشيعة األولين كانوا من بالد فارس وأما بالنسبة لليهودية ودورها في الشيعة فهو نابع من استغالل عبد هللا بن سبأ اليهودي لألفكار الفارسية من أجل تحقيق أطماعه المتمثلة في النيل من اإلسالم وأهله بنشر األفكار المخالفة لإلسالم سواء أكانت أفكارا ومعتقدات يهودية محرفة أم كانت مجوسية فارسية أم فلسفات قديمة في بيئة تتقبل ذلك بهدف الوصول إلى تفريق وحدة المسلمين وتشتيت شملهم انتقاما ليهود خيبر وبني النضير وبني قريظة. المطلب الثاني: األسماء التي تطلق على فرقة اإلمامية. االثنا عشرية: وسميت بهذا ا لسم لكونها تؤمن بأن اإلمامة محصورة في اثني عشر إماما أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم محمد بن الحسن العسكري الذي يعتقدون أنه اختبأ في السرداب وينتظرون عودته وفي هذا يقول آية هللا الخميني: "ألن رسول هللا الذي كان يلي من أمور الناس كل شيء قد عين من بعده واليا على الناس أمير المؤمنين )ع( واستمر انتقال اإلمامة والو لية من إمام إلى إمام إلى أن انتهى األمر إلى )16( الحجة القائم ". ويعتقد ا لثنا عشرية بأن اإلمام الثاني عشر )محمد المهدي( دخل سردابا في دار أبيه بسامراء وغاب غيبة صغرى بدأت عام 293 ه أو بعدها بقليل ثم غيبة كبرى لم يعرف متى تنتهي ولم يخرج حتى )17( اآلن. اإلمامية : )13( انظر : أبو زهرة تاريخ الجدل ص 323. )14( انظر : أبو زهرة تاريخ المذاهب اإلسالمية ص )15( ابن حزم علي بن أحمد الفصل في الملل واألهواء والنحل بيروت لبنان دار الجيل ط 3745 ه. 19/ )16( الخميني آية هللا الحكومة اإلسالمية بيروت دار الطليعة ط الثانية سنة 3999 ص 91. )17( انظر: جلي د. أحمد محمد دراسة عن الفرق وتاريخ المسلمين مركز الملك فيصل للبحوث ط الثانية سنة 3741 ه م ص 324 السفاريني محمد بن أحمد لوامع األنوار البهية بيروت المكتب اإلسالمي ط الثالثة سنة 3733 ه 3993 م 15/3. 19

7 وسموا باإلمامية ألنهم يؤمنون بأن اإلمامة ركن من أركان اإليمان و ل يصح إيمان المرء إ ل إذا آمن باإلمامة واعتبروا أن اإلمام هو علي نص الرسول على إمامته بالذات فع ين إماما بوصية وأن األئمة من بعده هم أو لده من فاطمة رضي هللا عنها إذ ل يجوز للرسول أن يموت ويترك األمة من بعده )18( دون إمام ولذلك أوصى بالخالفة لعلي. الرافضة: يرى اإلمام األشعري بأن سبب تسميتهم بهذا ا لسم يرجع إلى رفضهم إمامة أبي بكر وعمر رضي )19( هللا عنهما. ولكن يرى اإلمام الرازي أن سبب تسميتهم بهذا ا لسم يرجع إلى رفضهم لموقف زيد بن علي من أبي بكر الصديق حيث يقول:" إنما سموا بالروافض ألن زيدا بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي هللا عنهم خرج على هشام بن عبد الملك فطعن عسكره في أبي بكر فمنعهم من ذلك فرفضوه ولم )20( يبق معه إ ل مائتا فارس. فقال:- أي زيد بن علي رفضتموني. قالوا : نعم فبقي عليهم هذا ا لسم". وقال اإلمام ابن تيمية:" قيل لإلمام أحمد: من الرافضي قال: الذي يسب أبا بكر وعمر. وبهذا سميت الرافضة فإنهم رفضوا زيدا بن علي لما تولى الخليفتان أبو بكر وعمر لبغضهم لهما )21( فالمبغض لهما هو الرافضي". المطلب الثالث: منزلة اإلمام عند الشيعة اإلمامية : لقد أعلى اإلمامية من شأن اإلمام حتى جعلوا اإلمامة ركنا من أركان الدين بل اعتبروا أن معرفة األئمة واجبة وأن من جهل اإلمام فقد مات ميتة جاهلية. ولذلك فاإلمامة عندهم تقوم على األسس اآلتية : 3- اإلمامة أصل من أصول الدين ل يتم اإليمان إ ل با لعتقاد بها ألن معرفة األئمة واجبة وقد قال اإلمام )22( األشعري بأنهم:" يزعمون أن معرفة األئمة واجبة... وأن من جهل اإلمام فمات مات ميتة جاهلية ". وقال عميد كلية الفقه في النجف محمد رضا المظفر:" نعتقد أن اإلمامة أصل من أصول الدين ل يتم اإليمان إ ل با لعتقاد بها و ل يجوز فيها تقليد اآلباء واألهل والمربين بل يجب النظر فيها كما يجب )23( النظر في التوحيد والنبوة ". ويؤيدون رأيهم بما ورد في كتاب الكافي للكليني:" بني اإلسالم على خمس: على الصالة والزكاة والصوم والحج والو لية. ولم يناد بشيء كما نودي بالو لية يوم الغدير " فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه يعني )24( الو لية - " وفي هذا تعريض بأهل السنة الذين لم يأخذوا بالو لية بمفهومها عند الشيعة. إن ا لثنا عشرية يعتقدون أن اإليمان ل يتم إ ل با لعتقاد بالو لية مثلها تماما مثل اإليمان باهلل تعالى واإليمان بالرسول ولذلك ل يجوز للنبي إغفالها أو إهمالها ألن من أنكر اإلمامة كمن أنكر الرسالة ويلزم من ذلك أن ي عين اإلمام من ق ب ل الرسول وإ ل كان تاركا لواجب شرعي مهمال أصال من أصول الدين. 2- ل بد لكل عصر من إمام هاد يخلف النبي في هداية البشر لما في ذلك من سعادتهم في الدارين وإلقامة العدل فيما بينهم وعلى هذا فاإلمامة استمرار للنبوة وتكون بتعيين الرسول لمن بعده واإلمام لمن خلفه )18( انظر: األشعري مقا لت اإلسالميين 19/3 اإليجي القاضي عبد الرحمن بن أحمد المواقف في علم الكالم القاهرة مكتبة المتنبي ص 721. انظر: األشعري مقا لت اإلسالميين. 19/3 )19( الرازي اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص 99. )20( ابن تيمية شيخ اإلسالم أحمد مجموع الفتاوى الرياض دار اإلفتاء ط 3 سنة 3191 ه. 715/7 )21( األشعري مقا لت اإلسالميين /3. )22( المظفر محمد رضا عقائد اإلمامية بيروت دار الزهراء ط 7 سنة 3741 ه م ص 342. )23( الكليني محمد بن يعقوب الكافي بيروت لبنان دار األضواء ط األولى 3731 ه م 22/2 كتاب اإليمان والكفر باب )24( دعائم اإلسالم رقم. 1

8 يقول الخميني:" فوجود ولي األمر القائم على النظم والقوانين اإلسالمية ضروري ألنه يمنع الظلم والتجاوز )25( والفساد ويتحمل األمانة ويهدي الناس إلى صراط الحق ويبطل بدع الملحدين والمعاندين". 1- اإلمام كالنبي في عصمته وصفاته وعلمه منذ صغره وفي كبره وهو معصوم من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن عمدا أو سهوا لذا يجب أن يكون أفضل الناس وأكملهم وأشجعهم )26( وأعلمهم. يقول الخميني في ذلك:" نحن نعتقد أن المنصب الذي منحه األئمة للفقهاء ل يزال محفوظا ألن األئمة الذين )27( ل يتصور فيهم السهو أو الغفلة نعتقد فيهم اإلحاطة بكل ما فيه مصلحة المسلمين". 7- األئمة هم أولو األمر الذين أمر هللا بطاعتهم وهم شهداء على الناس أمرهم أمر هللا ونهيهم نهيه ل يجوز الرد عليهم أو مراجعتهم ألن الراد عليهم كالراد على الرسول والراد على الرسول كالراد على هللا )28( فيجب التسليم وا لنقياد ألمرهم واألخذ بقولهم. 5- إن اإلمامية يجو زون أن تجري خوارق العادة على يد اإلمام إلثبات إمامته ويسمون ذلك معجزة كالذي يجري على يد أنبياء هللا تعالى ورسله يقول الطوسي- شيخ الطائفة اإلمامية في عصره -:"العلم به - أي اإلمام - قد يكون بالنص تارة وبالمعجزة أخرى... فإنه يجب أن يظهر هللا على يديه علما معجزا يبينه )29( من غيره ويميزه عمن عداه ليتمكن الناس من العلم به والتمييز بينه وبين غيره ". ويقول اإلمام األشعري عنهم بأنهم:" يزعمون أن األئمة تظهر عليهم األعالم والمعجزات كما تظهر على )30( الرسل ألنهم حجج هللا سبحانه وتعالى كما أن الرسل حجج هللا". 9- اإلمام قد أحاط علما بكل شيء يتصل بالشريعة وبالحكم الذي عهد به إليه يقول الطوسي: "إنه قد ثبت أن اإلمام إمام في سائر الدين ومتولي الحكم في جميعه جليله ودقيقه وظاهره وغامضه وليس يجوز إ ل أن يكون عالما بجميع األحكام وهذه صفته ألن المتقرر عند العقالء قبح استكفاء األمر وتوليته من ل )31( يعلمه". كما نقل اإلمام األشعري عنهم القول:" إن اإلمام يعلم كل ما كان وكل ما يكون و ل يخرج شيء عن علمه )32( من أمر الدين و ل من أمر الدنيا". 9- إن اإلمام ليس وجوده ضروريا فقط لبيان الشريعة وتتميم ما بدأ الرسول ببيانه بل هو ضروري لحفظ )33( الشريعة وصيانتها من الضياع فهو يتمها ويحميها ويحافظ عليها ويصونها. 1- تعتقد اإلمامية أن اإلمامة ل تكون إ ل بالنص من هللا تعالى على لسان رسوله أو على لسان اإلمام إذا أراد أن ينص على إمام بعده وليس للناس حق التدخل في تعيينه. يقول الخميني في كتابه الحكومة اإلسالمية:" فقد استخلف بأمر من هللا من يقوم من بعده على هذه المهام وهذا ا لستخالف يدل بوضوح على ضرورة استمرار الحكومة بعد الرسول األكرم وبما أن هذا ا لستخالف كان بأمر من هللا فاستمرار )34( الحكومة وأجهزتها وتشكيالتها كل ذلك بأمر من هللا أيضا ". الخميني الحكومة اإلسالمية ص 19. انظر : المظفر عقائد اإلمامية ص 347 األشعري مقا لت اإلسالميين /3. الخميني الحكومة اإلسالمية ص 93. المظفر عقائد اإلمامية ص أبو زهرة تاريخ المذاهب اإلسالمية ص 52. األشعري مقا لت اإلسالميين. 311/3 الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي الشافي في اإلمامة تحقيق عبد الزهراء الخطيب 33/21. األشعري مقا لت اإلسالميين. 322/3 أبو زهرة تاريخ المذاهب اإلسالمية ص 51. الخميني الحكومة اإلسالمية ص 25. )25( )26( )27( )28( )29( )30( )31( )32( )33( )34(

9 )35( ويقول أيضا :" إننا نعتقد بالو لية وبأن الرسول استخلف بأمر من هللا". ويؤكد قوله : "والضرورات التي جعلت اإلمام عليا يتولى الناس هي اآلن موجودة بفارق واحد هو أن اإلمام منصوص )36( عليه بالذات". وعلى هذا األساس اعتقد الشيعة اإلمامية أن إمامة علي قد ثبتت بالنص عليه بالذات دون تعريض بالوصف ولذلك حاولوا ا لستد لل بأدلة من الكتاب والسنة لثبات معتقدهم معتمدين على تأويلها وصرفها عن حقيقتها دون قرينة لتتفق مع رأيهم ومعتقدهم. المبحث الثاني موقف الشيعة اإلمامية من القرآن الكريم المطلب األول: زعمهم تحريف القرآن الكريم : لقد كان لمعتقد الشيعة اإلمامية ا لثنا عشرية في اإلمامة ومحاولة الدفاع عن هذا المعتقد األثر الكبير في تبني أفكار خطيرة حول القرآن الكريم مما أدى بهم إلى التشكيك فيه حيث زعم بعضهم أنه قد ح رف وأسقطت منه بعض السور وكثير من اآليات التي أنزلت في فضائل أهل البيت واألمر باتباعهم والنهي عن مخالفتهم ووجوب محبتهم وأسماء أعدائهم والطعن فيهم ولعنهم. ويرجع سبب هذا الزعم وا لفتراء على كتاب هللا تعالى إلى أنهم جعلوا اإلمامة والو لية أصل وأساس مذهبهم حتى قالوا:" إن اإلسالم بني على خمس: الصالة والزكاة والصوم والحج والو لية ولم يناد بشيء )37( كما نودي بالو لية يوم الغدير" ولكن أصلهم وأساسهم هذا ليس له وجود في القرآن البتة فالتجأوا إلى القول بأن القرآن الكريم قد غ ي ر ونقص منه أشياء واتهموا الصحابة رضوان هللا عليهم بحذف اآليات التي تتعلق بو لية علي وأهل بيته وإمامتهم وخالفتهم بعد رسول هللا. ويظهر هذا بوضوح في قول الطبرسي في كتابه )ا لحتجاج( وهو كتاب ل يختلف حوله الشيعة جميعا حيث يزعم هذا المحدث الشيعي نسبة ما يقوله إلى الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري هذا الزعم الذي يبرأ منه أبو ذر وفيها:" أنه لما توفى رسول هللا جمع علي القرآن وجاء به إلى المهاجرين واألنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول هللا فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم فوثب عمر وقال: يا علي أردده فال حاجة لنا فيه فأخذه علي عليه السالم وانصرف ثم أحضر زيدا بن ثابت وكان قارئا للقرآن فقال له عمر: جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين واألنصار وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه من فضيحة وهتك المهاجرين واألنصار فجاوبه زيد إلى ذلك ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألف قد بطل كل ما فعلتم قال عمر: فما الحيلة قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة فقال عمر: ما حيلة دون أن نقتله ونستريح منه فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك فلما استخلف عمر سألوا عليا عليه السالم أن ي رجع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال عمر: يا أبا الحسن لو جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه فقال: هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم و ل تقولوا يوم القيامة إ ن ا ك ن ا ع ن ه ذ ا غ اف ل ين )األعراف: 392( أو تقولوا ما جئتنا به إن القرآن الذي عندي ل يمسه إ ل المطهرون واألوصياء من ولدي فقال عمر: فهل وقت إلظهاره معلوم فقال عليه السالم: نعم إذا قام القائم من ولدي ي ظهره ويحمل )38( الناس عليه ". إن هذه الرواية يظهر كذبها وبطالنها من خالل ألفاظها التي تبين مدى حقد الشيعة على صحابة رسول هللا الذين فتحوا البالد وعبدوا العباد لرب العباد ف ت ظهرهم هذه الرواية المكذوبة وكأنهم مجموعة )35( المصدر السابق ص 24. )36( المصدر نفسه ص 19. )37( الكليني الكافي 25/2 كتاب اإليمان والكفر باب دعائم اإلسالم رقم. 1 )38( الطبرسي أحمد بن علي ا لحتجاج على أهل اللجاج النجف دار النعمة سنة 3119 ه م 221/3.

10 متآمرة على القرآن وعلى قتل علي أحد خيرة أصحاب رسول هللا ويتهمون عمر الذي كان عالقته مع علي من أقوى وأمتن وأخلص العالقات ولكنه الحقد الشيعي األعمى على عمر وعلى أصحاب رسول هللا. كما أن الرواية تبين أن أول صفحة فتحها أبو بكر ظهر فيها فضائح القوم فهل كان أصحاب رسول هللا يعلمون بهذه الفضائح حسب زعمهم فإن كانوا يعلمون فلماذا فوجئوا بها وردوها على علي وإن كانوا ل يعلمون فيكون ما في القرآن سرا مكتوما ويكون رسول هللا كتم كتاب هللا عن الناس وجعله سرا بينه وبين علي وهذا اتهام باطل لرسول هللا من الشيعة يقصدون منه إثبات إمامة القائم من أئمتهم الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري. وقد رد على زعمهم هذا الدكتور صابر طعيمة بقوله:" فإذا كان علي الوصي على هذا القرآن كما زعم الغالة ولم يقدر على إظهاره وإذا كان صفوة أصحاب رسول هللا الذين حملوا كلمة هللا ونشروا آياته غير مؤتمنين على كتاب ربهم بل أرادوا تحريف الصحيح الذي عرض عليهم واعتمدوا الباطل الذي في أيديهم كما ادعى عليهم وعلى هللا الغالة من القدامى والمحدثين فكيف يتصور أن يقوم به من ولد علي أحد ليظهره ويحمل الناس عليه وإذا كان كما يدعي النص اآلثم الذي بين أيدينا والذي يفتري الكذب على هللا وعلى كتابه وعلى نبيه وعلى أصحابه جميعا وعلي بن أبي طالب قبل غيره رضوان هللا عليهم جميعا بأن كتاب هللا لم يكن مشاعا و ل متداو ل و ل معروفا بين المسلمين عامتهم وخاصتهم وأن الصفوة منهم وقعوا في الفضائح والمعاصي التي سجلها القرآن المدعى عند الغالة فكيف إذن قام اإلسالم في الناس وكيف عبد المسلمون ربهم طوال أربعة عشر قرنا!! وكيف صمدوا في وجه أعدائهم الفرس والروم واليهود والنصارى!! ولماذا صح ما في أيدي المسلمين على امتداد قارات الدنيا بعد أربعة عشر قرنا كتاب هللا الذي ألجم أفواه أعدائه وأخرس ألسنتهم بعد أن رصدوا له العلماء والدارسين لكي يتعرفوا على ما يمكن أن يكون فيه من خلل أو من جهد بشري وصدق هللا العظيم و ل و ك ان )39( م ن ع ن د غ ي ر هللا ل و ج د وا ف يه اخ ت الف ا ك ث ير ا )النساء: 12(. وقد ردد هذه ا لفتراءات على القرآن الكريم العديد من علماء الشيعة اإلمامية وعلى رأسهم حجتهم المشهور الكليني صاحب كتاب الكافي الذي يعد في حجيته لدى الشيعة في مرتبة صحيح البخاري عند أهل السنة حتى أعد ه الشيعة اإلمامية من أجل الكتب اإلسالمية وأعظم المصنفات اإلمامية حتى قال أحدهم : سمعنا عن )40( مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في اإلسالم كتاب يوازيه أو يدانيه. بل نجد الخميني في كتابه الحكومة )41( اإلسالمية يمتدح الكليني بقوله:" فما أكثر المحدثين الفقهاء كالكليني". وقد ذكر صاحب تفسير الصافي الشيعي:" إن الظاهر من ثقة اإلسالم محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد أيضا في التحريف والنقصان في القرآن ألنه روى روايات في هذا )42( المعنى في كتابه "الكافي" ولم يتعرض بقدح فيها على أنه ذكر في أول كتابه أنه يثق فيه". ومن الروايات التي ذكرها الكليني عن أئمتهم ما رواه عن جعفر الصادق أنه قال:" إن القرآن الذي جاء به )43( جبريل عليه السالم إلى محمد سبعة عشر ألف آية". والمعروف أن القرآن ستة آ لف ومائتان وثالث وستون آية وهذا يعني أن حوالي ثلثي القرآن ذهب أدراج الرياح وأن الموجود هو الثلث. كما زعم الكليني أيضا أن جعفر الصادق قال عن مصحف فاطمة عليها السالم: "مصحف فيه مثل )44( قرآنكم هذا ثالث مرات وهللا ما فيه من قرآنكم حرف واحد". طعيمة د. صابر دراسات في الفرق الرياض مكتبة المعارف ط ه م ص انظر : ظهير احسان إلهي لشيعة والقرآن لهور باكستان ادارة ترجمان القرآن ط 3 سنة 3741 ه م ص 29. الخميني الحكومة اإلسالمية ص 59. الكاشاني الفيض تفسير الصافي طهران منشورات الصدر ط 3195 ه. 59/3 الكليني الكافي 945/2 كتاب فضل القرآن باب النوادر رقم. 21 )39( )40( )41( )42( )43(

11 ويقولون إن فاطمة رضي هللا عنها مكثت بعد النبي خمسة وسبعين يوما صبت عليها مصائب من الحزن ل يعلمها إ ل هللا فأرسل هللا إليها جبريل يسليها ويعزيها ويحدثها عن أبيها وعما يحدث لذريتها وكان علي يستمع ويكتب ما يسمع حتى جاء به مصحف قدر القرآن ثالث مرات ليس فيه شيء من حالل )45( وحرام ولكن فيه علم ما يكون وهذا مصحف فاطمة. ومن مزاعم الكليني أيضا ما نسبه لإلمام علي :" نزل القرآن أثالثا : ثلث فينا وفي عدونا وثلث )46( سنن وأمثال وثلث فرائض وأحكام ". وقد صنف كثير من محدثي الشيعة كتبا مستقلة حاولوا فيها إثبات أن القرآن الكريم الذي بين أيدينا محرف ومبدل وممن كتب في ذلك الحسين بن محمد تقي النوري الطبرسي في كتابه: " فصل الخطاب في تحريف كتاب رب األرباب "حيث يقول في مقدمته:" هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات )47( تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان نسميه فصل الخطاب في تحريف كتاب رب األرباب". وقد ذكر النوري الطبرسي في كتابه قو ل ألحد علماء ومحدثي الشيعة المحدث السيد نعمت هللا الجزائري الذي ينقل إجماعهم على القول بتحريف القرآن فيقول:" إن األصحاب قد أطبقوا على صحة األخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كالما ومادة وإعرابا )48( والتصديق بها". ويؤكد الطبرسي هذه األخبار بقوله:" اعلم أن تلك األخبار منقولة من الكتب المعتمدة التي عليها معول )49( أصحابنا في إثبات األحكام الشرعية واآلثار النبوية". لم يكتف الشيعة في محاو لتهم التشكيك بالقرآن الكريم وما ورد فيه من آيات قرآنية بل حاولوا أن يدخلوا عبارات بين اآليات ليثبتوا معتقداتهم ويؤكدوا ما يعتقدون وهذا ما ورد في كتابهم المعتمد الكافي للكليني فيما ينسبه إلى جعفر الصادق في سورة األحزاب اآلية ومن 9 يطع هللا ورسوله يف) )50( و لية علي واألئمة من بعده( فقد فاز فوزا عظيما هكذا نزلت. كما يروي عن أبي جعفر الصادق أنه عندما سأله جابر بن يزيد الجعفي لم س مي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين قال: هللا سماه وهكذا أنزل في كتابه و إ ذ أ خ ذ ر ب ك م ن ب ن ي آد م م ن ظ ه ور ه م ذ ر ي ت ه م و أ ش ه د ه م ع ل ى )51( أ نف س ه م أ ل س ت ب ر ب ك م )األعراف: 392 ( )وأن محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين(. إن هذا غيض من فيض من أقوال الشيعة المزعومة في تحريفهم آليات هللا تعالى ونسبة هذه األقوال ألناس يتبرأون منها. ولكن هناك بعض الشيعة من تظاهر بعدم التحريف في القرآن ل بالزيادة و ل بالنقصان ومن هؤ لء أبو جعفر الطوسي حيث يقول:" وأما الكالم في زيادته ونقصانه فمما ل يليق به أيضا ألن الزيادة فيه مجمع على بطالنها والنقصان فيه فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خالفه وهو األليق بالصحيح من )52( مذهبنا ". والمتظاهرون بهذا القول ل يزيد عددهم على أربعة من قدماء الشيعة حيث يقول إحسان إلهي ظهير:" ومن الغرائب أن المتظاهرين هؤ لء لم يزد عددهم أيضا على األربعة من بين المتقدمين كما ذكرهم محدثوا )44( الكليني الكافي 299/3 كتاب الحجة باب ذكر الصحيفة ومصحف فاطمة رقم. 3 )45( جلي دراسة عن الفرق ص 399. )46( الكليني الكافي 599/2 كتاب فضل القرآن باب النوادر رقم. 2 )47( التونسي محمد عبد الستار بطالن عقائد الشيعة باكستان دار النشر اإلسالمية العالمية ص 71 )48( ظهير الشيعة والقرآن ص 71 التونسي بطالن عقائد الشيعة ص 73 عن كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب األرباب للنوري الطبرسي ص 13. )49( التونسي بطالن عقائد الشيعة ص 73 عن كتاب فصل الخطاب ص )50( الكليني الكافي 799/3 برقم 1 كتاب الحجة باب فيه نكت ونتف من التنزيل رقم. 1 )51( الكليني الكافي 795/3 كتاب الحجة باب نادر رقم. 7 )52( الطوسي محمد بن الحسن كتاب التبيان في تفسير القرآن تحقيق: أحمد حبيب العاملي مكتبة اإلعالم اإلسالمي. 2/3

12 الشيعة ومفسروهم في كتبهم وهم ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق وأستاذ الفقيه محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالمفيد المتوفى سنة 113 ه والسيد المرتضى الملقب بعلم الهدى المتوفى سنة 719 ه وأبو جعفر الطوسي تلميذ الشيخ المفيد المتوفى سنة 794 ه وأبو علي الطبرسي المتوفى سنة )53( 571 ه ". وممن صرح بهذا أيضا المحدث النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب حيث قال في حديثه عن القائلين بعدم التحريف:" هو الصدوق في عقائده والسيد المرتضى وشيخ الطائفة الطوسي ولم يعرف من القدماء موافق لهم... وممن صرح بهذا القول أبو علي الطبرسي... وإلى طبقته لم يعرف الخالف صريحا إ ل من )54( هؤ لء المشائخ األربعة ". ومن المعاصرين صرح بهذا القول محمد رضا المظفر محاو ل إنكار ما ينسب إلى الشيعة اإلمامية من القول بتحريف القرآن فيقول في كتابه عقائد اإلمامية تحت عنوان عقيدتنا في القرآن الكريم: "نعتقد أن القرآن هو الوحي اإللهي المنزل من هللا على لسان نبيه األكرم... ل يعتريه التبديل والتغيير والتحريف وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي ومن ادعى فيه غير ذلك فهو مخترق )55( أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى ". إن اعتراف بعض الشيعة بهذا القول ومخالفتهم ألئمتهم المعصومين - كما يزعمون - عمل يشكرون ويحمدون عليه ولكن بشرط أن تكون هذه األقوال صادقة خالصة النية ل أن تكون من باب التقية التي يعتقدها الشيعة ولكن نجد األستاذ إحسان إلهي ظهير يميل إلى أن مخالفة هؤ لء العلماء ألئمتهم المعصومين حسب زعمهم ليس إ ل من باب التقية فيقول:" وإن هؤ لء األربعة لم يلجأوا إلى التظاهر بإنكار هذه العقيدة التي عليها أساس المذهب الشيعي وبناؤه إ ل خداعا ومكرا وتقية وكذبا كما أثبتناه في كتابنا )الشيعة والسنة( باألدلة القاطعة والبراهين الساطعة والحجج الالمعة ومن كتب األربعة أنفسهم أنهم كانوا على نفس ا لعتقاد الذي يعتقده إخوانهم في المذهب والعقيدة وكما صرح بذلك علماء الشيعة أنفسهم فها هو المحدث الشيعي المشهور السيد نعمت هللا الجزائري يقول بعد إثبات التحريف في القرآن باألخبار المستفيضة والمتواترة. نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن المنزل ل غير ولم يقع فيه تغيير و ل تبديل... والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم ألجل مصالح كثيرة... كيف وهؤ لء األعالم رووا في مؤلفاتهم أخبارا كثيرة تشتمل )56( على وقوع تلك األمور في القرآن وأن اآلية هكذا أنزلت ثم غيرت". ومما يؤكد أن قولهم هذا لم يقصد به حقيقة ما يعتقدون بل هو من باب التقية أمور عدة: 3- إن األربعة الذين تظاهروا بعدم وجود التحريف والتبديل في القرآن قد أوردوا روايات كثيرة في كتبهم التي ألفوها والتي تدل على تغيير القرآن وتحريفه ونقصانه بدون أن يقدحوا أو يطعنوا فيها وهذا يدل على أن عقيدتهم األصلية كانت طبق معتقد قومهم. 2- إنهم لم يسندوا عقيدتهم في القرآن إلى معصوم أي إلى واحد من أئمتهم ا لثني عشر حيث إن مذهبهم مبني على أقوال المعصومين وتعليماتهم ولم تحصل لهؤ لء األربعة العصمة و ل حق لهم بتكوين أو تغيير المذهب كما ل عبرة بهم بل كل ما لهم هو حق النشر والترويج. 1- لم يدرك أحد منهم زمن األئمة المعصومين بخالف غيرهم الذين قالوا بالتحريف فإنهم أدركوهم ورووا منهم مباشرة حسب زعمهم. )53( ظهير الشيعة والقرآن ص 93. )54( المرجع السابق: ص عن كتاب فصل الخطاب ص )55( المظفر عقائد اإلمامية ص 95. )56( ظهير احسان إلهي الرد على د. وافي في كتابه بين الشيعة وأهل السنة الباكستان ادارة ترجمان السنة ط األولى سنة 3745 ه ص 92 عن كتاب األنوار النعمانية نعمت هللا الجزائري. 159/2

13 ه 7- إن كتب هؤ لء التي أدرجوا فيها هذه العقيدة لم تعرض على المعصومين و ل على الغائب المزعوم )57( منهم خالف الكتب األخرى التي نصت على التحريف عرضت عليهم واستحسنوها. 5- لم نجد واحدا منهم يرد على الكليني أو يظهر عدم الثقة به أو بمن يقول بتحريف القرآن أو يعلن رفضه لما ذهبوا إليه. 9- كيف نصدق قول هؤ لء األربعة ومعهم محمد رضا المظفر وهم يعتقدون أن األئمة هم أولو األمر الواجب طاعتهم وأن معصيتهم معصية هلل تعالى وهذا الكالم يقوله محمد رضا المظفر تحت عنوان عقيدتنا في طاعة األئمة:" ونعتقد أن األئمة هم أولو األمر الذين أمر هللا بطاعتهم... بل نعتقد أن أمرهم أمر هللا تعالى ونهيهم نهيه وطاعتهم طاعته ومعصيتهم معصيته... و ل يجوز الرد عليهم والراد عليهم كالراد على الرسول والراد على الرسول كالراد على هللا تعالى فيجب التسليم لهم وا لنقياد ألمرهم واألخذ )58( بقولهم". فهل يعقل بعد هذا أن يكون ما قاله هؤ لء القوم حقيقة ولم يكن من باب التقية!! األدلة على عدم تحريف القرآن الكريم. إن القول بتحريف القرآن الكريم ووقوع الزيادة فيه أو النقصان إفتراء عظيم وكفر مبين وهو قدح في أصل الدين والرد على هذا الباطل بالقرآن الكريم والسنة وإجماع األمة: أوال : القرآن الكريم: لقد تكفل هللا تعالى بحفظ القرآن الكريم فقال: إ ن ا ن ح ن ن ز ل ن ا الذ ك ر و إ ن ا ل ه ل ح اف ظ ون )الحجر: 9( قال قتادة.)59( رحمه هللا تعقيبا على هذه اآلية: "حفظه هللا من أن يزيد فيه الشيطان باطال أو ينقص منه حقا " وقال الحافظ ابن كثير رحمه هللا: "قرر تعالى أنه هو الذي أنزل الذكرى وهو القرآن وهو الحافظ له من )60( التغيير والتبديل". القرآن الكريم ل يأتيه الباطل لقوله تعالى: ل ي أ ت يه ال ب اط ل م ن ب ي ن ي د ي ه و ل م ن خ ل ف ه ت نز يل م ن ح ك ي م ح م يد )فصلت: 72( قال اإلمام الطبري معلقا : "معناه ل يستطيع ذو باطل بكيده تغييره وتبديل شيء من )61( معانيه مما هو به وذلك هو اإلتيان من بين يديه و ل إلحاق ما ليس منه فيه وذلك إتيانه من خلفه". مما سبق يمكن أن نقول إن كان إبليس والشياطين ل يستطيعوا أن ينقصوا من القرآن أو يزيدوا فيه فهل من الممكن أن يفعل ذلك بشر!!. وعيد هللا تعالى لمن يحاول تحريف القرآن الكريم بقوله: و ل و ت ق و ل ع ل ي ن ا ب ع ض األ ق او ي ل * أل خ ذ ن ا م ن ب ال ي م ين * ث م ل ق ط ع ن ا م ن ه ال و ت ي ن* ف م ا م ن ك م م ن أ ح د ع ن ه ح اج ز ي ن )الحاقة: 79-77( قال اإلمام ابن كثير: ")ولو تقول علينا( أي محمد لو كان كما يزعمون مفتريا علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا وليس كذلك لعاجلناه بالعقوبة ولهذا قال: ( ألخذنا منه باليمين( قيل معناه: إلنتقمنا منه )62( باليمين ألنها أشد في البطش". وهذا وعيد عظيم بتعجيل العقوبة لمن يبدل أو يغير كالم هللا تعالى حتى لو كان أكرم الخلق محمدا - وحاشاه- فما بالنا بمن هو دونه من الخلق!!. ثانيا : السنة: أثبتت السنة أن القرآن الكريم نقل إلينا بالتواتر وقد حفظ القرآن في عهد رسول هللا خلق كثير وجم غفير حتى وصل إلى اآلفاق يقول عبادة بن الصامت: " كان رسول هللا ي شغ ل فإذا قد م رجل مهاجر انظر : ظهير الشيعة والقرآن ص التونسي بطالن عقائد الشيعة ص 71. المظفر عقائد اإلمامية ص الطبري جامع البيان 91/39 تحقيق: أحمد شاكر مؤسسة الرسالة ط األولى 3724 ه م. ابن كثير تفسير القرآن العظيم 751 7/ تحقيق: محمد شمس الدين دار الكتب العلمية بيروت ط األولى 3739 ه. الطبري جامع البيان 714/23. ابن كثير تفسير القرآن العظيم 211/1. )57( )58( )59( )60( )61( )62(

14 ل )63( على رسول هللا دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن" قال الزرقاني رحمه هللا: "من هنا كان حفاظ القرآن في حياة الرسول جما غفيرا... وأيم ا تكون الحال فإن الذين حفظوا القرآن من الصحابة كانوا كثيرين )64( حتى كان عدد القتلى منهم ببئر معونة يوم اليمامة أربعين ومائة". ثالثا : اإلجماع: قال القاضي عياض رحمه هللا: "وقد أجمع المسلمون على أن القرآن المتلو في جميع أقطار األرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول )الحمد هلل رب العالمي- آخر قل أعوذ برب الناس( أنه كالم هللا عز وجل ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى هللا عليه وسلم وأن جميع ما )65( فيه حق". وقال الزرقاني رحمه هللا: "إن التواتر قد قام واإلجماع قد إنعقد على أن الموجود بين دفتي المصحف كتاب هللا عز وجل من غير زيادة و ل نقصان و ل تغيير و ل تبديل والتواتر طريق واضحة من طرق العلم )66( الض ال )يونس: 12 (". ل واإلجماع سبيل من سبل الحق ف م اذ ا بع د ال ح ق إ هذا هو القول الحق في سالمة القرآن الكريم من التحريف أو التغيير وهو إجماع على ذلك لم يشذ في هذه المسألة إ ل الشيعة اإلمامية الروافض ومن سار على نهجهم من الفرق الباطنية. المطلب الثاني: موقفهم من القراءات القرآنية: أو ل : إنكار الشيعة للقراءات القرآنية: إن للشيعة اإلمامية اعتراض واضح وشديد على القراءات القرآنية مستنكرين العمل بها بل جعلوها مروية من طريق العامة ويقصدون بذلك أهل السنة والجماعة. ومما ورد من أقوالهم: _ روى الكليني في كتابه عن اإلمام الباقر قال: "إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن ا لختالف يجيء.)67( من قبل الرواة" _ وروى أيضا عن الفضيل بن يسار قال: قلت ألبي عبد هللا جعفر الصادق : إن الناس يقولون: إن.)68( القرآن نزل على سبعة أحرف فقال: كذبوا أعداء هللا ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد" وبناء على هذه األقوال صرح العديد من علمائهم بهذه العقيدة و ل غرابة في ذلك ألن من يقول بالتحريف في أصل القرآن من السهل عليه أن ينكر القراءات القرآنية. يقول محمد الفاضل اللنكرني اإلمامي:" المعروف بين الشيعة ا لمامية أنها القراءات غير.)69( متواترة بل هي بين ما هو اجتهاد من القارئ وبين ما هو منقول بخبر آحاد" ويقول البحراني اإلمامي:" وليس بالبعيد أن هذه القراءة كغيرها من المحدثات في القرآن العزيز.)70( لثبوت التغيير والتبديل فيه عندنا زيادة ونقصا " ويؤكد الخميني هذه العقيدة معترضا على القراءات القرآنية مستنكرا العمل بها بل ومتهما ناقلوها بدسها على المسلمين واصفا إياها بالخرافات والظلمات فيقول:" وهذه القراءات السبع أو العشر لم تمس كرامة القرآن رأسا ولم يعتن المسلمون بها وبقر ائها... ترى أن القراء تالعبوا بها بما شاؤوا ومع ذلك بقيت سيطرتها ولم يمس كرامتها هذا التالعب الفضيح وهذا الدس القبيح وهو أول دليل على عدم األساس )63( الحاكم المستدرك على الصحيحين 159/1 وأحمد بن حنبل في المسند 729/19 قال شعيب األرنؤوط في حاشية المسند: إسناده حسن. )64( الزرقاني مناهل العرفان 399/3. )65( القاضي عياض الشفا بتعريف حقوق المصطفى 145/2 دار الفكر 3749 ه م. )66( الزرقاني مناهل العرفان 229/2. ) 67 ( الكليني الكافي.914/2 ) 68 ( المصدر السابق:.194/2 ) 69 ( اللنكراني محمد الفاضل مدخل التفسير تحقيق ونشر مركز فقه األئمة األطهار ص 359. ) 70 ( البحراني يوسف الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة حققه محمد تقي اإليرواني قم مؤسسة الرسالة 219/2.

15 لتواتر القراءات إن كان المراد تواترها عن النبي األكرم مؤيدا بحديث وضعه بعض أهل الضالل والجهل وقد كذبه أولياء العصمة وأهل بيت الوحي قائال " )إن القرآن واحد نزل من عند واحد(... وأما )71( غيره من القراءات والدعاوي فخرافات فوق خرافات ظلمات بعضها فوق بعض". يتبين مما سبق أن الشيعة ا لمامية تنكر القراءات القرآنية بوضوح معتمدين على أقوال أئمتهم وواصفين القراءات القرآنية بالخرافات والظلمات ولهذا اإلصرار أهداف ومآرب واضحة ألن اثبات القراءات القرآنية وتواترها يهدم أصال من أصول اإلمامية وهو اعتقادهم بوقوع التحريف في القرآن الكريم والقراءات تدل على سالمته من التحريف واستحالة الدس عليه أو الحذف. وهذا ما صرح به أحد علمائهم وهو نعمة هللا الجزائري اإلمامي بقوله:" إن تسليم تواترها يقصد القراءات عن الوحي اإللهي وكون الكل قد نزل به الروح األمين يفضي إلى طرح األخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كالما ومادة وإعرابا مع أن أصحابنا رضوان )72( هللا عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها" وقال يوسف البحراني اإلمامي أيضا : ومما يدفع ما ادعو يقصد تواتر القراءات أيضا استفاضة األخبار بالتغيير والتبديل في جملة من اآليات من كلمة أخرى زيادة على األخبار المتكاثرة بوقوع )73( النقص في القرآن والحذف منه كما هو مذهب جملة من مشايخنا المتقدمين والمتأخرين ثانيا : الرد على الشيعة الذين أنكروا القراءات القرآنية. إن انكار القراءات عند الشيعة ا لمامية ل يقوم على مستند شرعي أو عقلي وإنما هو الهوى والضالل الذي سبق وأكده بعض علمائهم. ومما يؤكد بطالن معتقدهم ما رواه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول هللا فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول هللا فكدت أساوره في الصالة فتربعت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأها قال: أقرأنيها رسول هللا فقلت كذبت فإن رسول هللا قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده الى رسول هللا فقلت: يا رسول هللا إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول هللا :" أرسله اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي كنت سمعته يقرأ فقال رسول هللا :" هكذا أنزلت ثم قال النبي : اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي )74( أقرأني فقال رسول هللا :" هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه" إن هذا الحديث يدل بوضوح على اهتمام الصحابة بالقرآن وتأكدهم من القراءات إلى جانب ذلك تواتر األحاديث التي تحدثت عن القراءات القرآنية يقول ا لمام النووي رحمه هللا:" قال أصحابنا وغيرهم تجوز القراءة في الصالة وغيرها بكل واحدة من القراءات السبع و ل تجوز القراءة في الصالة و ل غيرها بالقراءة الشاذة ألنها ليست قرآنا فإن القرآن ل يثبت إ ل بالتواتر وكل واحدة من السبع متواترة هذا هو )75( الصواب الذي ل يعدل عنه ومن قال غيره فغالط أو جاهل". ) 71 ( الخميني آية هللا الطهارة فقه استد للي قم مطبعة مهر ط األولى 371/3. ) 72 ( الجزائري نعمة هللا األنوار النعمانية بيروت لبنان مؤسسة األعظمي للمطبوعات 159/ ) 73 ( البحراني الحدائق الناضرة.342/1 ) 74 ( البخاري محمد بن اسماعيل صحيح البخاري 24/9 23 في فضائل القرآن باب انزل القرآن على سبعة أحرف مسلم بن الحجاج صحيح مسلم 594 3/ كتاب الصالة باب ان القرآن أنزل على سبعة أحرف رقم 131. ) 75 ( النووي محي الدين المجموع شرح المهذب تحقيق: محمد المطيعي جدة مكتبة اإلرشاد 151 1/ 159.

16 فالقراءات القرآنية متواترة وتواترها من تواتر القرآن فالقرآن نقل إلينا بالتواتر ولهذا أجمع األئمة األعالم على تواترها والعمل بها يقول تقي الدين أبو البقاء محمد الفتوحي:" والقراءات السبع متواترة عند )76( األئمة األربعة وغيرهم من علماء السنة" وهذه القراءات ل تؤدي إلى تناقض في المقروء أو تضاد بل يصدق بعضه بعضا حيث يقول الزرقاني رحمه هللا:" فإن هذه ا لختالفات في القراءات مع كثرتها ل تؤدي إلى تناقض في المفرد أو تضاد و ل إلى تهافت وتخاذل بل القرآن كله على تنوع قراءاته يصدق بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض على نمط واحد في علو األسلوب والتعبير وهدف واحد من سمو الهداية والتعليم وذلك من غير شك )77( يغير تعدد اإلعجاز بتعدد القراءات والحروف" إن موقف الشيعة اإلمامية من القراءات القرآنية نابع من تشكيكهم في القرآن الكريم وزعمهم وقوع التحريف فيه وكذلك إنكارهم لألحاديث المتواترة الثابتة واعتمادهم على أقوال نسبوها ألئمتهم مما دفعهم إلى رفض القراءات القرآنية واتهام أهل السنة بأنهم اخترعوها وهذا يدل بوضوح على انحرافهم وضاللهم عن الطريق الصحيح وصدق هللا تعالى عندما قال: ف إ م ا ي أ ت ي ن ك م م ن ي ه د ى ف م ن ات ب ع ه د ا ي ف ال ي ض ل و ل ي ش ق ى * و م ن أ ع ر ض ع ن ذ ك ر ي ف إ ن ل ه م ع يش ة ض ن ك ا و ن ح ش ر ه ي و م ال ق ي ام ة أ ع م ى )طه (. المطلب الثالث: اختصاص األئمة بمعرفة القرآن وعلومه: يرى الشيعة اإلمامية بأن معرفة القرآن الكريم وعلومه محصور باألئمة اإلثنى عشر دون غيرهم وهذا ما صرحوا به في كتبهم المعتمدة وما نسبوه إلى النبي أنه قال:" إن هللا أنزل على القرآن وهو الذي )78( من خالفه ضل ومن ابتغى علمه عند غير علي هلك" كما ذكروا عن اإلمام علي أنه سئل: "ما نصنع بما قد خبرنا به في الصحف فقال: ي سأل من ذلك )79( علماء آل محمد" وكذلك عن جعفر الصادق قال: "علم الكتاب كله وهللا عندنا علم الكتاب كله وهللا )80( عندنا". وقد حاول علماء الشيعة اإلمامية في كتبهم تأكيد أن علم القرآن الكريم موجود فقط عند األئمة حيث بوب محمد العاملي في كتابه" باب عدم جواز استنباط األحكام النظرية من ظواهر القرآن إ ل بعد تفسيرها )81( من كالم األئمة عليهم السالم". كما ذكر الكليني في كتابه الكافي أبوابا في ذلك منها:" باب في أن من اصطفاه هللا من عباده )82( وأورثهم كتابه هم األئمة عليهم السالم" وباب" أنه لم يجمع القرآن كله إ ل األئمة عليهم السالم وأنهم )83( يعلمون علمه كله". وأكد هذا ا لعتقاد الخميني في العصر الحاضر في كتبه حيث قال: "ومن ك ت اب الوحي اإللهي من )84( يقدر على تحمل هذا القرآن هو النفس الشريفة لولي هللا المطلق علي بن أبي طالب عليه السالم" ) 76 ( الفتوحي محمد بن أحمد شرح الكوكب المنير تحقيق: د.الزحيلي مكتبة العبيكات سنة 3731 ه / ) 77 ( الزرقاني محمد مناهل العرفان في علوم القرآن تحقيق: فو از أحمد زمرلي بيروت دار الكتاب العربي ط األولى سنة 3735 ه 3995 م.379 /3 ) 78 ( ابن بابويه الصدوق محمد بن علي القمي األمالي تحقيق: الدراسات اإلسالمية قم مؤسسة البعثة الطبعة األولى 3739 ه ص 322 العاملي محمد بن الحسن وسائل الشيعة إلى تحصيل الشريعة تحقيق: محمد الرازي بيروت دار إحياء التراث العربي 31/ 311 المجلسي محمد باقر بحار األنوار الجامعة لدرر أخبار األئمة األطهار بيروت مؤسسة الوفاء ط الثانية 3741 ه م.97 /11 ) 79 ( المجلسي بحار األنوار.91 /19 ) 80 ( الكليني الكافي 3 / 259 المجلسي بحار األنوار.395 /29 ) 81 ( العاملي مستدرك الوسائل.329 /31 ) 82 ( الكليني الكافي.237/3 ) 83 ( المصدر السابق.221/3 ) 84 ( الخميني آية هللا اآلداب المعنوية للصالة تعريب: أحمد الفهري بيروت مؤسسة األعظمي للمطبوعات سنة 3749 ه م ص 124.

17 وقال:" وأما شارحه ومبينه فالذوات المطهرة المعصومون من رسول هللا إلى حجة العصر عجل هللا )85( فرجه" ويقصد بذلك المهدي المنتظر عند الشيعة محمد بن الحسن العسكري. إن قول الشيعة اإلمامية هذا يخالف الحق حيث أنزل هللا تعالى القرآن الكريم للناس كافة وأمر نبيه أن يبلغ ويبين القرآن للناس جميعا بال استثناء وهذا الذي أكده القرآن الكريم وبينته السنة النبوية أما زعمهم بحصر معرفة القرآن باألئمة اإلثنى عشر دون غيرهم فهو كالم باطل ويكفي للرد على هذا الزعم قول هللا : و أ ن ز ل ن ا إ ل ي ك الذ ك ر ل ت ب ي ن ل لن ا س م ا ن ز ل إ ل ي ه م و ل ع ل ه م ي ت ف ك ر و ن )النحل: 77( وقوله تعالى: و م ا أ ن ز ل ن ا ع ل ي ك ل ل ت ب ي ن ل ه م ال ذ ي اخ ت ل ف وا ف ي ه و ه د ى و ر ح م ة ل ق و م ي ؤ م ن و ن )النحل: 97 ( وقوله: ه ذ ا ب ي ان ل لن ا س و ه د ى ال ك ت ا ب إ و م و ع ظ ة ل ل م ت ق ي ن )آل عمران: 311( إن هذه اآليات واضحة وصريحة في أن هللا عز وجل أرسل نبيه لبيان القرآن وتعليمه للناس أجمع. ويقول النبي عندما خاطب الصحابة وحثهم على التبليغ وهو خطاب عام لم يخص أحدا دون غيره لهذه المهمة الشريفة كما زعمت الشيعة اإلمامية حيث قال :" نضر امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى )87( )86( يبلغه فرب مبلغ أحفظ له من سامع" وقوله : "بلغوا عني ولو آية" قال اإلمام ابن حجر العسقالني معلقا على هذا الحديث بقوله:" ليسارع كل سامع إلى تبليغ ما وقع له )88( من اآلي ولو قل ليتصل بذلك نقل جميع ما جاء به " إن هذا ليدل بوضوح على بطالن قول الشيعة اإلمامية حول تحديد فهم القرآن وتفسيره باألئمة ا لثنا عشر. المبحث الثالث موقف الشيعة اإلمامية من السنة النبوية. المطلب األول: مصادر السنة عند الشيعة اإلمامية. أوال : اعتماد أقوال األئمة عندهم. إن السنة عند الشيعة قد اتسع مدلولها ألنها ل تقتصر على ما روي عن رسول هللا بل جعلوا أقوال أئمتهم في مرتبة واحدة مع أقوال الرسول حيث يقول محمد جواد مغنية وهو أحد كتاب الشيعة:" فاإلمامية يأخذون بكل حديث يرويه الثقات عن رسول هللا أو عن أحد أئمتهم األطهار ويعتقدون أن أقوال اإلمام في الشريعة هي عين أقوال جدهم رسول هللا سواء أسندها إليه أم أرسلها بدون إسناد وأن الكذب )89( والخطأ محال في حقه" وقد غالى الشيعة اإلمامية في أئمتهم حتى اعتقدوا أن السنة هي ما يصدر عن أئمتهم فهي عندهم :" )90( كل ما يصدر عن المعصوم قو ل وفعال وتقريرا " بل جعلوا األوصياء مثل األنبياء حتى قال ابن بابويه المعروف بالصدوق:" نعتقد فيهم أنهم جاؤوا بالحق من عند الحق وأن قولهم قول هللا وأمرهم أمر هللا وطاعتهم طاعة هللا ومعصيتهم معصية )91( هللا وأنهم عليهم السالم لم ينطقوا إ ل عن هللا وعن وحيه". إن الخميني في العصر الحاضر يؤكد نفس المعتقد والمنهج فيقول:" فحجة هللا هو الذي عينه هللا للقيام )92( بأمور المسلمين فتكون أفعاله وأقواله حجة على المسلمين يجب إنفاذها و ل يسمح بالتخلف عنها". ) 85 ( الخميني آية هللا القرآن الثقل األكبر طبعة مركز الخميني الثقافي ص 31. ) 86 ( ابن حنبل اإلمام أحمد مسند اإلمام أحمد تحقيق: شعيب األرناؤوط وآخرون مؤسسة الرسالة ط الثانية سنة 3724 ه م 223/9 قال الشيخ األلباني وهذا سند صحيح رجاله ثقات.)سلسلة األحاديث الصحيحة: 993/3(. ) 87 ( البخاري صحيح البخاري 394 7/ كتاب أحاديث األنبياء ما ذكر عن بني اسرائيل. ) 88 ( ابن حجر اإلمام أحمد فتح الباري شرح صحيح البخاري أشرف على طباعته محب الدين الخطيب بيروت دار المعرفة 9/.791 ) 89 ( مغنية محمد جواد الشيعة في الميزان بيروت لبنان دار التعارف للمطبوعات ص 13. ) 90 ( الحكيم محمد تقي األصول العامة للفقه المقارن مؤسسة آل البيت ط الثانية سنة 3999 م ص 322. ) 91 ( المجلسي بحار األنوار.21/33 ) 92 ( الخميني الحكومة اإلسالمية ص 91.

18 ويؤكد الخميني على ذلك معتبرا أن تعاليم األئمة كتعاليم القرآن فيقول:" إن تعاليم األئمة كتعاليم القرآن ل تخص جيال خاصا وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر وإلى يوم القيامة يجب )93( تنفيذها". فأقوال األئمة عندهم تشكل مصدرا من مصادر التشريع وهي تعد جزءا من السنة تماما كأقوال النبي بل تشكل القسم األكبر من السنة عندهم ولذلك يعتمد علماء الشيعة المتقدم منهم والمتأخر على أقوال األئمة في اثبات األحكام الشرعية يقول الخميني:" نحن نعلم أن أوامر األئمة تختلف عن أوامر غيرهم وعلى مذهبنا فإن جميع األوامر الصادرة عن األئمة في حياتهم نافذة المفعول وواجبة ا لتباع حتى.)94( بعد وفاتهم" ونتيجة لهذا لم يهتم الشيعة بصحة اإلسناد وتقويم الرجال كما اهتم علماء الحديث من أهل السنة فامتألت كتبهم المعتمدة في الحديث على األلوف التي ل يمكن إثبات صحتها بل معظمها موضوع مختلق مثل األحاديث التي اعتمدوا عليها في طعنهم للقرآن الكريم وفي دفاعهم عن أحقية علي باإلمامة. ثانيا : اعتماد كتبهم القديمة والحديثة: لقد اعتمد الشيعة اإلمامية في الحديث على كتبهم الخاصة التي دو نها علماؤهم وهي أربعة كتب متقدمة وأربعة متأخرة. أما المتقدمة فهي: 3 كتاب الكافي للكليني. 2 من ل يحضره الفقيه: ألبي جعفر ابن بابويه المعروف بالشيخ الصدوق. 1 ا لستبصار فيما اختلف فيه من األخبار ألبي جعفر محمد الطوسي المعروف بشيخ الطائفة. 7 تهذيب األحكام للطوسي أيضا. وأما األربعة المتأخرة فهي: 3 الوافي: محمد بن مرتضى المعروف بمال محسن الكاشاني 2 بحار األنوار: لمحمد باقر المجلسي. 1 وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة محمد بن الحسن الحر العاملي 7 مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل: لحسن النوري الطبرسي. وقد حدد هذه الكتب وأهميتها علماؤهم حيث يقول عبد الحسين الموسوي اإلمامي:" الكتب األربعة التي هي مرجع اإلمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر األول إلى هذا الزمان وهي: الكافي والتهذيب )95( وا لستبصار ومن ل يحضره الفقيه وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها". ويقول محمد صادق الصدر:" إن الشيعة مجمعة على اعتبار الكتب األربعة وقائلة بصحة كل ما )96( فيها من روايات". ويقول محمد صالح الحائري:" وأما صحاح اإلمامية فهي ثمانية أربعة منها للمحمدين الثالثة )97( األول وثالثة بعدها للمحمدين الثالثة األواخر وثامنها لمحمد حسين المرحوم المعاصر النوري". وقد سبق تفصيل قول الحائري في بيان الكتب األربعة المتقدمة واألربعة المتأخرة. المطلب الثاني: موقف الشيعة اإلمامية من مصادر أهل السنة. إنكار مصادر أهل السنة. يعتمد الشيعة اإلمامية في الحديث على كتبهم الخاصة التي دو نها علماؤهم وأما كتب أهل السنة كالبخاري ومسلم فال تساوي عندهم شيئا ألنهم ل يؤمنون باألحاديث التي رواها الصحابة اللهم إ ل إذا كان الصحابي في نظرهم من الذين شايعوا آل البيت كسلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد بن األسود ألن في اعتقادهم أن هؤ لء الثالثة هم الذين بقوا على اإلسالم وأما غيرهم فهم أهل ردة حيث يروي الكشي ) 93 ( المصدر السابق: ص 331 ) 94 ( الخميني الحكومة اإلسالمية: ص 94 ) 95 ( الموسوي عبد الحسن شرف الدين المراجعات تحقيق: حسين الراضي الجمعية اإلسالمية ط الثانية سنة 3742 ه م ص.739 ) 96 ( الصدر محمد صادق الشيعة طبعة طهران ص 329. ) 97 ( القفاري د. ناصر عبد هللا أصول مذهب الشيعة اإلمامية عرض ونقض الجيزة دار الرضى للنشر ط الرابعة سنة 3713 ه م ص

19 عن أبي جعفر أنه قال:" كان الناس أهل الردة بعد النبي إ ل ثالثة فقلت من الثالثة فقال: المقداد بن األسود )98( وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي". فإذا كان هذا حال الصحابة عندهم أهل ردة!!! فكيف سيقبلون أحاديثهم إلى جانب اعتقادهم أن كل من لم يوال عليا ويبايعه للخالفة بعد رسول هللا فقد خان وصية رسول هللا ونازع أئمة الحق فليس أهال للثقة بقوله. ولذلك يقول عبد الواحد األنصاري وهو أحد الشيعة المعاصرين:" إن كل من قرأ كتب الشيعة اإلمامية اإلثنى عشرية ومؤلفاتهم في مختلف العلوم اإلسالمية كالحديث والفقه والتفسير وجد نقولها تكاد تنحصر عن النبي عن اإلمام علي عن شيعة اإلمام األربعة: سلمان الفارسي أبي ذر الغفاري عمار بن ياسر المقداد بن األسود وغيرهم من الصحابة الكرام أمثال جابر بن عبد هللا األنصاري وعبد هللا بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبي رافع مولى النبي وغيرهم وعلى رأسهم حبر األمة عبد هللا بن )99( عباس". إتهام رواة الحديث بالكذب: وأما الصحابة الذين يرى الشيعة أنهم لم يوالوا عليا ولم يشايعوه فقد شنوا هجوما عنيفا عليهم ورفضوا روايات الحديث التي جاءت من طريقهم كأبي هريرة وسمرة بن جندب وعروة بن الزبير وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وغيرهم واتهموهم بالوضع والتزوير والكذب وألفاظ ل تليق بأصحاب رسول هللا كنفي عدالتهم مع أن أهل السنة والجماعة متفقون على أن الصحابة كلهم عدول وثقات. يقول الخميني في كتابه الحكومة اإلسالمية:" ففي الرواة من يفتري على لسان النبي أحاديث لم يقلها. )100( ولعل راويا كسمرة بن جندب يفتري أحاديث تمس من كرامة أمير المؤمنين على )ع(" ويقول عن أبي هريرة أيضا :" ولعل راويا ل يمتنع أن يروي آ لف األحاديث في فضل الحكام الجائرين وحسن )101( سلوكهم عن طريق أعوان الظلمة وعلماء البالط ". وعقب على أقواله برفض عدالتهم فقال:" مثل هؤ لء الرواة لعدالة لهم لما بدر منهم من انحياز إلى أعداء هللا وابتعادهم عن تعاليم القرآن والسنة )102( الصحيحة". ويقول محمد جعفر شمس الدين الشيعي في تعليقه على رواية ألبي هريرة وردت في صحيح البخاري:" فهذه الرواية التي استدلوا بها ترجع جميع طرقها المروية بها إلى أبي هريرة وهو من )103( عرف الواعون من علماء اإلسالم مدى قدرته على خلق األحاديث وافترائها على النبي ". ويقول محمد حسين آل كاشف الغطاء:" أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب ومروان بن الحكم وعمران بن حطان الخارجي وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لهم عند اإلمامية من ا لعتبار )104( مقدار بعوضة وأمرهم أشهر من أن يذكر". اإلدعاء بأن الصحابة لم يدونوا السنة النبوية: هذا هو موقف الشيعة ا لثنا عشرية من الصحابة رواة الحديث النبوي الشريف ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل زعموا أن الصحابة الكرام لم يهتموا بتدوين السنة النبوية والمحافظة عليها بل عملوا على ) 98 ( الخوئي السيد أبو القاسم الموسوي معجم رجال الحديث دون طبعة أو تاريخ 291/39. ) 99 ( جلي دراسة على الفرق ص )100( الخميني الحكومة اإلسالمية ص 94. )101( المصدر السابق ص 94. ) 102 ) الخميني الحكومة اإلسالمية ص 94. )103( شمس الدين محمد بن جعفر دراسات في العقيدة اإلسالمية بيروت دار الكتاب اللبناني ط األولى سنة 3999 م ص 395. )104( آل كاشف الغطاء محمد الحسين أصل الشيعة وأصولها تحقيق: عالء آل جعفر مؤسسة اإلمام علي ص 219.